By admin - 27/04/2025, 19:00 🌍 • 30 views • 0 Replies
الحكمة - طالب عودة عباس
ربط الله بين الحكمة والكتاب: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. فتبدو وكأنها معرفة منفصلة عن التنزيل لكنه في آية آخرى يجعلها الموضع لشرح البينات التي انزلها الله لناس لغرض هدايتهم: وَ لَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ. ثم تكون الحكمة هي بعض الوحي الذين يهدي الناس الى عدم الشرك بالله: ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً. ثم يربط بينها وبين الموعظة فتتحول من المعرفة بالشيء الى الدعوة لشيء: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. لكن أهم آية تتعلق بها هي التي جعلت الحكمة جزء من مركّب التنزيل الديني: وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ. فهي جزء قائم بذاته كالكتاب والتوراة والانجيل لكنها لا تختص بالأنبياء والرسل بل الله يأتيها من يشاء: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ. فهي من ما أنعم الله: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. لأن الحكمة من فضل من الله: وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَ ما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً. فما هي الحكمة التي يُعلّمها النبي الى الناس؟ رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. القرآن يتكلم عن الحكمة وكأنها أداة لفهم الشريعة الإلهية وهي فضل من الله على الناس، لذلك هي في مكانة الكتاب والتوراة والإنجيل والغرض من الكل هو لأخراج الناس من الظلمات الى النور. من أهم عوامل المصدر الفكري أن يكون له أثر على الواقع: وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ. وعدم استيعاب ذلك الفكر هو نتجية طبيعية لعدم إدراك الحكمة فيه فقد جاء الرسول بذلك المصدر المليء بالحكم البالغة لكن أكثر الناس لا تعي ذلك أو ترفضه وتأخذ الأدنى منه: ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً. الحكمة التي في القرآن هي الفكر العقلاني لتطبيق الدين وهي أداة الفهم لما انزل الله لذلك هي مثل الهداية فإن الله الذي يهدي الناس وكذلك الله الذي يأتي الحكمة من يشاء. هداية الله تعتمد على قابلية الفرد الفكرية لفصل ما هو دين عن ما هو خرافة أنتجها الموروث الديني المذهبي والبيئة وربط التقاليد بالدين. الحكمة تحتاج الى العمل الدؤوب على تدبّر ما انزل الله فليس من المعقول أن يأتي الله الحكمة من هو كسول ولا ينفق دقيقة واحدة لمعرفة ما إذا كان على دين الله أم على دين الآباء! وليس من المعقول أن ياتي الله الحكمة لمن له مصلحة! الحكمة في الدين هي الموهبة التي ألهمها الله في من يشاء لتّدبّر والتّفكّر في ما انزل الله. الحكمة خارج الدين هي الفكر السليم الذي انتجتها الفطرة لكن لا تنتج تكامل معرفي في تطابق الواقع الموضوعي مع الحقيقة الموضوعية لأنها تفتقر الى مرجعية كونية تستمد منها الواقع كما هو لا كما يعتقد العقل المحدود والمقيد بقوانين الوجود. العقل وسيلة للمعرفة وإداة لانتاج المعرفة بينما الفكر هو المرجعية لما هو حقيقة بذاته ويكون خارج نطاق العقل. كل حقيقة في هذا الكون تُعرف بالفكر لان وجودها لا يعتمد على وجود العقل: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً. وجود الأنسان او عدمه لا يُأثر على وجود الحقيقة في الواقع لأن الفكر يعالج الحقائق الكلية في الواقع كما هي لا كما نعتقد. الحكمة أسس للجدل وجوهر المصداقية فيه: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. وبدونها يصبح الجدل عقيم: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ. الكتاب المنير هو مرجع الحكمة. الحكمة لا تأتي من فراغ: وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّـهِ وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ. اعطى الله لقمان الحكمة وان يشكر لله لأن الشكر عمل لأعادة الجميل: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ. ومن نتائج الحكمة هي أن لا يشرك بالله فهو ظلم عظيم. الحكمة في القرآن مفهوم يدلّ على العقلانية والمعرفية في معالجة الواقع من خلال كتاب منير هو المرجعية الفكرية للفكر الديني الذي يتعامل مع الواقع في الخارج لان الحكمة أداة لإزالة الوهم والخزعبلات والأفكار الجامدة التي لا تتوائم مع الواقع الذي يعيشه الفرد والمجموعة. الحكمة من آيات الله يبينها الله لرسل ولناس: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1436053340543040&id=100024151623859 مفهوم يعلّمهم الكتاب والحكمة: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1749339259214445&id=100024151623859 #طالب_عوده_عباس #مسلم_كافر_بكل_المذاهب #مفاهيم_القرآن فهرست المفاهيم القرآنية: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1371859623629079&id=100024151623859
By admin - 27/04/2025, 19:00 🌍 • 30 views • 0 Replies
Replies
No replies yet. Be the first to reply!