By admin - 13/05/2025, 15:47    🌍     • 6   views     • 0 Replies


درس: الأزواج


========================================================================
درس: الأزواج
========================================================================

● وردت كلمة أزواج في القرآن بثلاثة معاني. سنتطرق إليها كلها إن شاء الله، وسنفصل فيها وسنخرج بنتائج صادمة.
  1.  الأزواج بمعنى الأمثال والأصناف من نفس النوع
  

★ ٱحْشُرُوا۟ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ وَأَزْوَٰجَهُمْ وَمَا كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ •   (الصافات آية 22)

● هل يعقل أن يقاد فرعون إلى النار وتقاد معه زوجته. بالطبع لا. أزواجهم هنا هم أمثالهم. الظلمة مع بعضهم والقتلة مع بضهم إلى غير ذلك. هم أصناف.
  وكذلك مع أصحاب الجنة. أصحاب الجنة يدخلون الجنة مع أمثالهم من الناس الطيبين الصالحين.
  وكذلك في باقي الآيات التالية. كلها تعني الأمثال والأصناف

★ ٱدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ تُحْبَرُونَ •   (الزخرف آية 70)

★ هُمْ وَأَزْوَٰجُهُمْ فِى ظِلَـٰلٍ عَلَى ٱلْأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ •   (يس آية 56)

★ وَكُنتُمْ أَزْوَٰجًا ثَلَـٰثَةً •   (الواقعة آية 7)

★ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ •   (الحجر آية 88)

★ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ •   (طه آية 131)

★ وَءَاخَرُ مِن شَكْلِهِۦٓ أَزْوَٰجٌ •   (ص آية 58)

★ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ •   (طه آية 53)

● 2. أزواج بمعنى ثنائيات
  ولا يستبعد أنها تعني الأصناف من نفس النوع.
  فخلق الأزواج كلها لا شيئ يمنع أن تكون بمعنى الأنواع والأصناف.
  وَخَلَقْنَـٰكُمْ أَزْوَٰجًا (النبأ 8) بمعنى أصنافا كثيرة

★ سُبْحَـٰنَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ •   (يس آية 36)

★ وَٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلْأَنْعَـٰمِ مَا تَرْكَبُونَ •   (الزخرف آية 12)

★ وَخَلَقْنَـٰكُمْ أَزْوَٰجًا •   (النبأ آية 8)

● 3. الأزواج بمعنى إمرأة الرجل أو بعل المرأة.
  في كلا الإتجاهين. فكلاهما زوج كقوله تعالى :
  
  وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰ (النجم 45)
  فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلْأُنثَىٰٓ (القيامة 39)
  
  وقد ورد هذا المعنى كثيرا في القرآن الكريم
  

★ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوْا۟ بَيْنَهُم بِٱلْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ •   (البقرة آية 232)

★ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِىٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ •   (البقرة آية 234)

★ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَٰجِهِم مَّتَـٰعًا إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ۚ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِى مَا فَعَلْنَ فِىٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ •   (البقرة آية 240)

★ قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ •   (التوبة آية 24)

★ جَنَّـٰتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ ءَابَآئِهِمْ وَأَزْوَٰجِهِمْ وَذُرِّيَّـٰتِهِمْ ۖ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ •   (الرعد آية 23)

● بعد أن رأينا المفاهيم الثلاثة لكلمة أزواج. سنأتي للآيات التي تتكلم عن أزواج النبي.
  
  هل هن :
  1.  أزواجه بمعنى النساء التي عقد عليهن عقد نكاح
  أم هن
  2.  أزواجه بمعنى نساء مثله قد زهدن في الدنيا ونذرن حياتهن لخدمة الدعوة. أي أنهن نساء لا رغبة لهن في الزواج والرجال. فهن صنف من النساء حملن على عاتقهن أعباء الرسالة مع رسول الله. فهن من صنفه  وسماهن الله أزواجه.
  
  لندرس ولنتدبر آيات القرآن التي تتكلم عن أزواج النبي.  لكن قبل ذلك نستعرض جميع الآيات :

★ ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَـٰتُهُمْ ۗ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفْعَلُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَوْلِيَآئِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مَسْطُورًا •   (الأحزاب آية 6)

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا •   (الأحزاب آية 28)

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَٰجَكَ ٱلَّـٰتِىٓ ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَـٰلَـٰتِكَ ٱلَّـٰتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِىٓ أَزْوَٰجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا •   (الأحزاب آية 50)

★ لَّا يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِنۢ بَعْدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَٰجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ رَّقِيبًا •   (الأحزاب آية 52)

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدْخُلُوا۟ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ إِلَّآ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَـٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُوا۟ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنتَشِرُوا۟ وَلَا مُسْتَـْٔنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى ٱلنَّبِىَّ فَيَسْتَحْىِۦ مِنكُمْ ۖ وَٱللَّهُ لَا يَسْتَحْىِۦ مِنَ ٱلْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَـٰعًا فَسْـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓا۟ أَزْوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦٓ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا •   (الأحزاب آية 53)

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا •   (الأحزاب آية 59)

★ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَٰجِكَ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ •   (التحريم آية 1)

★ وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَـٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ •   (التحريم آية 3)

★ عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَـٰتٍ مُّؤْمِنَـٰتٍ قَـٰنِتَـٰتٍ تَـٰٓئِبَـٰتٍ عَـٰبِدَٰتٍ سَـٰٓئِحَـٰتٍ ثَيِّبَـٰتٍ وَأَبْكَارًا •   (التحريم آية 5)

● لكي نتدبر هذه الآيات على مراد الله إن شاء الله، علينا أولا أن نتخلص من التراث للحظة، ثم نتجرد من كل ما قيل لنا عن رسول الله في كتب السير ثم ندرس الآيات بموضوعية.
  هناك ثلاث آيات مفتاحية في الموضوع:
  
  الآولى : يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (الأحزاب 28)
  
  لنا أن نطرح السؤال التالي: منذ متى كانت الدنيا حراما على الناس و ينهاهم الله عنها وزينتها.
  
  قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِىٓ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ ۚ قُلْ هِىَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلْـَٔايَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأعراف 32)
  
  كتب التراث فسرت هذه الآية بأنها تدعو أزواج النبي أن يصبرن على الخبز والماء. ومن سولت لها نفسها أن تشتهي شيئا من الدنيا فالطلاق هو الجواب. وجاؤوا بالأحاديث في هذا الباب التي تصور رسول الله فقيرا لا يملك قوت يومه. وهو الذي أغناه الله تعالى .  وَوَجَدَكَ عَآئِلًا فَأَغْنَىٰ (الضحى 8)
  
  حتى لو إفترضنا أنهن أزواج بمعنى زوجات. أليس الأولى بالآية أن تعظهن وتذكرهن بالصبر مع رسول الله وأن الآخرة خير من الآولى.
  لكن إن كانت أزواج بمعنى (نساء زاهدات في الدنيا مثل رسول الله فهن من صنفه وأزواجه) فالآية تصبح طبيعية جدا. نساء إخترن بملء إرادتهن حياة الزهد. و إخلاص حياتهن للدعوة. هذه الآية تذكرهن أنهن لا يجب عليهن ذلك. وإن كن يردن الخروج من هذا النذر مثلا للزواج وغيره من زينة الدنيا فرسول الله سيسرحهن سراحا جميلا. هذه الآية لا تذمهن ولا أي شيء.
  
  لنستمر مع الآية المفتاحية الثانية. واصبر معي أيها القارء الكريم ولا تنفعل إن كانت المفاهيم التي تجرعتها تتهدم أمامك. أعدك إن كانت الآيات التالية لا تؤكد بعضها البعض وتشد عضد بعضها البعض سنتخلى عن هذا الفهم ونعود لمعنى الزوجات التراثي
  الآية المفتاحية الثانية هي  (الأحزاب 53).
  إني لاستغرب كيف أقنعونا أن هذه الآيات نزلت في زوجات النبي وهن يأكلن الطعام مختلطات مع الرجال. وكالعادة دائما يأتي عمر بن الخطاب بدور البطل فيقول لرسول الله أن يستر زوجاته.(الدارس لسيرة الرسول المزعومة يرى أن رأي عمر دائما هو الصواب. في أسرى بدر كاد الله أن يعذب الرسول وكل المؤمنين إلا عمر!) حاشا لله ورسوله أن يكون هذا. ألم يكن للعرب نخوة وغيرة على أزواجهم ونحن نعتقد أن رسول الله أغير ولا يسكت على الحق. لن يسكت لو رآى غيره يتأذى فما بالك به بنفسه وأزواجه ألا يتأذين. إن كانت القضية فعلا كما صورها التراث أن عمر بن الخطاب مد يده إلى إناء الطعام فلامست يده يدي إحدى أزواج النبي. يا سلام . لم يكن باستطاعتهم تقسيم الطعام على عدة أواني أو فصل النساء عن الرجال. يصورن لنا ذلك المجتمع كأنه مجتمع روبوتات لم تكتمل برمجتهم بعد، ويحتاجون كل مرة إلى تعليمات كي يعرفوا ما يفعلون. كأن تنظيم الناس في وليمة من تعاليم الدين وعليهم أن ينتظروا وحي السماء لكي ينظموا أنفسهم، وكأنهم قبل رسول الله كانوا حيوانات في ولائمهم واجتماعاتهم.
  لو كن زوجاته لما سكت أبدا.
  هذه الآيات تتحدث عن فعل متكرر. تكرر كثيرا، فكان لابد من قرآن ينزل ليصحح الوضع، علينا أن نعرف أن بيوت رسول الله كانت كالمراكز الإجتماعية الحالية. يقدم فيها الطعام كل يوم للفقراء والمهاجرين الذين لا يملكون شيئا. ولنا أن نعلم أن المهاجرين لم يأتوا من مكة فقط. بل لكم أن تتخيلوا أن كل من سمع برسول الله من القبائل المجاورة قد يهاجر إليه.
  كانت النساء اللاتى نذرن أنفسهن للدعوة يقمن بتقديم الطعام لكل هؤلاء. هن نساء عفيفات لا يردن الحياة الدنيا واعتزلن زينتها واعتزلن الرجال. لكن بعض الصحابة لما علموا أن بيوت النبي تقدم الطعام لكل الناس، إتخدوها مكانا للتجمع والإستئناس بالحديث وانتظار نضوج الطعام. وهذا كان يؤذي النبي في تلك النساء اللاتي اعتزلن الرجال.
  لنعد قراءة الآية
  يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدْخُلُوا۟ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ إِلَّآ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَـٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُوا۟ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنتَشِرُوا۟ وَلَا مُسْتَـْٔنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى ٱلنَّبِىَّ فَيَسْتَحْىِۦ مِنكُمْ ۖ وَٱللَّهُ لَا يَسْتَحْىِۦ مِنَ ٱلْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَـٰعًا فَسْـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓا۟ أَزْوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦٓ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا (الأحزاب 53)
  
  والآن نأتي للآية المفتاحية الثالثة والتي ستصدم الكثيرين.
  
  يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَٰجَكَ ٱلَّـٰتِىٓ ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَـٰلَـٰتِكَ ٱلَّـٰتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِىٓ أَزْوَٰجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب 50)
  
  لنطرح بعض الأسئلة:
  كيف يحل الله له أزواجه وهو قد تزوجهن بالفعل. إلا أن تكون أزواج هنا لا تعني زوجات. ليس هناك حشو في القرآن الكريم. لو كن زوجات فهن حلال له قبل نزول الآية.
  للنظر الى هذا المعنى: رسول الله لم يتزوج أبدا بعد موت خديجة أم المؤمنين. وكرس حياته كلها للدعوة، فنزلت الآية تقول له يا نبي الله، أعطيناك الإذن أن تتخذ زوجة لكن ليس من أي واحدة كيفما كانت، فقط من بين النساء اللاتي هن من صنفك ، أي طاهرات عفيفات و يردن الآخرة وهن اللاتي ذكرتهن الآية . أعطاه الله إمكانية الإختيار من النساء اللاتي يقمن بالعمل في بيوته للدعوة وإطعام الناس وغيرها من الأعمال. ومن أقرباءه المؤمنات ومن وهبت نفسها لرسول الله.
  أرأيتم الصدمة الكبرى وكم الكذب على رسول الله.
  لكن هل يحق لرسول الله أن يتزوج كيفما يشاء والعدد الذي يشاء؟
  لَّا يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِنۢ بَعْدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَٰجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ رَّقِيبًا (الأحزاب 52)
  
  الآية التي بعدها تقول له لا يمكنك أن تبدل إمرأة مكان إمرأة. إن تزوجت بواحدة منهن، إنتهى. لَّا يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِنۢ بَعْدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَٰجٍ.
  وهنا نأتي للآية : عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَـٰتٍ مُّؤْمِنَـٰتٍ قَـٰنِتَـٰتٍ تَـٰٓئِبَـٰتٍ عَـٰبِدَٰتٍ سَـٰٓئِحَـٰتٍ ثَيِّبَـٰتٍ وَأَبْكَارًا (التحريم 5)
  
  فهل في آية يحرم عليه أن يبدلهن ثم في آية يحلل له ذلك. لا أبدا والقرآن ليس فيه تناقض. الآيات في سورة التحريم تتكلم عن ذلك (ربما) الكم الغفير من النساء اللاتي سماهن الله أزواج. يحذرهن الله تعالى أن  لا يحافظن على نذرهن وألا يظاهرن على رسول الله. ومرة أخرى هذه الآيات أخرجها التراث من مقصدها كالعادة .
  إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَـٰهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوْلَىٰهُ وَجِبْرِيلُ وَصَـٰلِحُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (التحريم 4)
  
  كيف يهددهما الله بجبريل والملائكة والمؤمنين. لو كان خلافا زوجيا كما قالت روايات التراث والسير. لما كان الرد بهذه القوة. إلا أن يكون الأمر كما نقول في لغة العصر سر دولة. ربما أسر الرسول لإحداهن سرا من أسرار المجتمع وأفشته....
  يقول لهن الله تعالى إن لم يكن على قدر المسؤولية التي إخترنها بأنفسهن فالله قادر على أن يأتي بنساء خير منهن يقمن بتلك الأدوار الإجتماعية.
  قد يقول قائل أن كلمة طَلَّقَكُنَّ تأتي للزوجات فقط. نقول أن الكلمة معناها العام هو الطلاق والتسريح. بل المعنى الخاص بالزواج ما هو إلا حالة خاصة جرت عليها العادة في المجتمع. فصاحب المصنع إن أوقف العامل عن العمل يجوز لغة (وهذا هو الصحيح) أن نقول طلقه.
  ونقول كذلك أنه لو كان المعنى طلاق الزوجة فالله حرم عليه الزواج بعد زواجه وإن طلّق.  بالعكس، هذه الآية تؤكد المعنى الذي ذهبنا إليه
  
  نأتي الآن لبقية الآيات التي تذكر أزواج النبي.
  الآية (الأحزاب 6) تتكلم عن ولاية النبي للمؤمنين. فرسول الله كان يرعاهم. وأزواجه كأنهن أمهاتهم يقمن برعاية المجتمع بالإطعام وبالدعوة. صراحة هن بمثابة الأمهات في الكنائس المسيحية. نذرن أنفسهن لله .
  
  ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَـٰتُهُمْ ۗ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفْعَلُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَوْلِيَآئِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مَسْطُورًا (الأحزاب 6)
  
  لذلك وعدهن الله أنه سيحفظهن يعد الرسول و لن يتزوجهن أحد بعده حتى لو سولت له نفسه ذلك.
  وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓا۟ أَزْوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦٓ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا (الأحزاب 53)
  ما هنا فسرها التراث أنها ناهية ، أي تنهى الناس أن ينكحوا أزواجه من بعده. لكنها نافية. أي أنه لن يحدث أبدا . وللإشارة هنا جاءت كلمة رسول وليس نبي. لأن الأمر يتعلق بالرسالة ، فهن أزواجه بالرسالة. وبأعباء الرسالة، ونذرن أنفسهن للرسالة وليس لشخص النبي
  الآيتان (الأحزاب 59) و (التحريم 1) ليس فيهما أية قرينة أنها في زوجات بل هي عامة. في تشريع الحجاب.
  بعد هذا البحث، أيها القارئ الكريم، هل تميل إلى ما وصلنا من التراث أن رسول الله تزوج تسع نساء. أم أن أزواج الرسول هن نساء وهبن أنفسهن لله للقيام بأعباء الرسالة.
  وأما مسألة زوجات الرسول فأتركها لذوي الإختصاص في التاريخ والسيرة. لكن أترككم مع هذه الأسئلة.
  لطالما رددوا لنا أن تلك الزيجات كانت سياسية وإجتماعية:
  - تزوج أرامل المؤمنين لكي يرعى اليتامى، نقول كم أرملة كانت في المدينة ولم تزوج واحدة دون الأخرى
  - تزوج بنات بعض سادة القبائل (زواجا سياسيا) كيف يفضل رأس قبيلة على أخرى . إنه أعظم رجل وهو سيد الدولة والقرابة معه تعني الملك بعده بطريقة أو أخرى.
  والطامة الكبرى تزوج إبنتي أصحابه أبو بكر وعمر القرشيان  (اللذان ملكا بعده!) ، ألم يكن في سيدات الأنصار إمرأة لكي تصحح ميزان القوى وتجبر خاطر الأنصار بالقرابة منهم وهم الذين آووا ونصروا. إبحثوا لتجدو جل أزواجه قرشيات إلا القليل.
  
  هذا بحث يفتح باب التفكير فقط. إن كان صوابا سيسد بابا من أبواب الإساءة لرسول الله. وإن كان خاطئا فلن تسقط السماء أو تنشق الأرض.
  مستوحى من مشاهدتي لحلقتي : ازواج النبي لسن زوجاته - الحلقة الثانية - مع الاستاذ كمال الغازي - بودكاست يتدبرون
  
  https://www.youtube.com/watch?v=FFGm5aSJ018&t=1s
                

By admin - 13/05/2025, 15:47    🌍     • 6   views     • 0 Replies

Replies

No replies yet. Be the first to reply!

Similar blogs