By admin - 09/05/2025, 20:05    🌍     • 13   views     • 0 Replies


ما هي ملة إبراهيم عليه السلام


{ إِنَّ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ كَانَ أُمَّةࣰ قَانِتࣰا لِّلَّهِ حَنِیفࣰا وَلَمۡ یَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ (١٢٠) شَاكِرࣰا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ (١٢١) وَءَاتَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣰۖ وَإِنَّهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ (١٢٢) ثُمَّ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ حَنِیفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ (١٢٣) }
[سُورَةُ النَّحۡلِ: ١٢٠-١٢٣]

{ قُلۡ صَدَقَ ٱللَّهُۗ فَٱتَّبِعُوا۟ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ حَنِیفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٩٥]

{ وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَإِنَّهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ (١٣٠) إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥۤ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (١٣١) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٣٠-١٣١]

{ إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ لَلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا ٱلنَّبِیُّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۗ وَٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٦٨]

ما هي ملة إبراهيم التي أُمِرَ رسول الله محمد وأُمِرنا معه أن نتبعها.
ما هي هذه الملة التي من رغِبَ عنها وخالفها سيكون قد سَفِهَ نفسه بمخالفتها. بمعنى أنه من قمة الغباء أن تخالف هذه الملة.

لكي نجيب عن هذا السؤال، وكالعادة مع أي موضوع تريد معرفته في القرآن، تبحث في القرآن عن جميع الآيات التي تتحدث عن الموضوع وتُجَمِّعها وتؤلف بينها.
علينا أن نبحث عن إبراهيم عليه السلام في القرآن وندرس سيرته ومنهجه (ملته) في الحياة
ولكي نفهم طريقة النبي ابراهيم سنسأل السؤال التالي، ماذا كانت معجزته لقومه.
قد يقول قائل النار التي لم تحرقه، فنقول أن ذلك كان نتيجة فعل قومه ولو لم يحاولوا حرقه لما حدثت المعجزة. ثانيا لم يرو القرآن ماذا كانت ردة فعل قومه لنجاته من النار، وكأن تلك الحادثة لا أهمية لها في منهاج ابراهيم عليه السلام.

هناك حادثتان بلّغهما لنا الله تعالى عن طريقة إبراهيم في دعوته،
الأولى مع قومه حين حاجّهم في عبادة الاصنام. حاجهم بالعقل والمنطق فبرهن لهم أن الأصنام لا تنفعهم ولا تضرهم.

{ وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ (٦٩) إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ (٧٠) قَالُوا۟ نَعۡبُدُ أَصۡنَامࣰا فَنَظَلُّ لَهَا عَـٰكِفِینَ (٧١) قَالَ هَلۡ یَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ (٧٢) أَوۡ یَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ یَضُرُّونَ (٧٣) قَالُوا۟ بَلۡ وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا كَذَ ٰ⁠لِكَ یَفۡعَلُونَ (٧٤) قَالَ أَفَرَءَیۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ (٧٥) أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمۡ عَدُوࣱّ لِّیۤ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٧٧) ٱلَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهۡدِینِ (٧٨) وَٱلَّذِی هُوَ یُطۡعِمُنِی وَیَسۡقِینِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ (٨٠) وَٱلَّذِی یُمِیتُنِی ثُمَّ یُحۡیِینِ (٨١) وَٱلَّذِیۤ أَطۡمَعُ أَن یَغۡفِرَ لِی خَطِیۤـَٔتِی یَوۡمَ ٱلدِّینِ (٨٢) }
[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ٦٩-٨٢]


الحادثة الثانية هي حواره مع الذي آتاه الله الملك. كذلك حاجّه بالعقل والمنطق.
{ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِی حَاۤجَّ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ فِی رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ رَبِّیَ ٱلَّذِی یُحۡیِۦ وَیُمِیتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡیِۦ وَأُمِیتُۖ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ یَأۡتِی بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِی كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٥٨]

وكعادة إبراهيم عليه السلام في البحث عن الحقيقة. وربما بعد حواره مع الملك الذي يملك الموت والحياة(بفهم ساذج بسيط يرى فقط ظاهرا منها) . طلب من الله تعالى تجربة يرى فيها عملية إحياء الموتى. 

{ وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَیۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّیَطۡمَىِٕنَّ قَلۡبِیۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّیۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَیۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ یَأۡتِینَكَ سَعۡیࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٦٠]


وقبل هذا هناك مشهد آخر من حياة نبي الله إبراهيم في بحثه عن الله باستعمال المنطق والتجربة. 

{ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ نُرِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِیَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِینَ (٧٥) فَلَمَّا جَنَّ عَلَیۡهِ ٱلَّیۡلُ رَءَا كَوۡكَبࣰاۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّیۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَ قَالَ لَاۤ أُحِبُّ ٱلۡـَٔافِلِینَ (٧٦) فَلَمَّا رَءَا ٱلۡقَمَرَ بَازِغࣰا قَالَ هَـٰذَا رَبِّیۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَ قَالَ لَىِٕن لَّمۡ یَهۡدِنِی رَبِّی لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّاۤلِّینَ (٧٧) فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةࣰ قَالَ هَـٰذَا رَبِّی هَـٰذَاۤ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَتۡ قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ (٧٨) إِنِّی وَجَّهۡتُ وَجۡهِیَ لِلَّذِی فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِیفࣰاۖ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ (٧٩) وَحَاۤجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰۤجُّوۤنِّی فِی ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَاۤ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦۤ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ رَبِّی شَیۡـࣰٔاۚ وَسِعَ رَبِّی كُلَّ شَیۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٨٠) وَكَیۡفَ أَخَافُ مَاۤ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ یُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَیۡكُمۡ سُلۡطَـٰنࣰاۚ فَأَیُّ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٨١) }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٧٥-٨١]


يتأمل في ملكوت السماوات والارض. يبحث عن الحقيقة ويرى نجوم السماء وأجرامها. 

من خلال هذه المشاهد من حياة نبي الله إبراهيم يتبين لنا أن منهاجه في الحياة هو منهاج علمي، منهاج البحث عن الحقيقة بالتجربة والعقل. وإعمال المنطق 
هذه هي ملة إبراهيم التي من خالفها فهو حقا سفيه وغبي. 

الأمر ليس سهلا خصوصا في مجتمعه. لذلك سماه الله حنيفا. الحنف هو الميلان عن الطريق المستقيم أو المألوف ومخالفة التيار والوضع السائد.

مخالفة موروث الآباء والمجتمع ومخالفة الجميع من أجل الحقيقة مهما كان الثمن. هذه هي الحنيفية. هذه هي ملة إبراهيم. 

فهل نحن حنفاء أم تراثيون يتبعون الآباء والموروث. 

{ ۞ وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَـٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّی جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِیۖ قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِی ٱلظَّـٰلِمِینَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٢٤]

{ وَٱجۡعَل لِّی لِسَانَ صِدۡقࣲ فِی ٱلۡـَٔاخِرِینَ }
[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ٨٤]

وكما ترون فإن الله سبحانه وتعالى استجاب له فجعله إماما للناس إلى يوم القيامة، وطريقته العلمية وملته هي التي حققت ازدهار البشرية ولازالت. 

 وله لسان صدق في الآخرين، فمن ذا الذي لا يتبع المنهج العلمي التجريبي إلا من سفه نفسه

                

By admin - 09/05/2025, 20:05    🌍     • 13   views     • 0 Replies

Replies

No replies yet. Be the first to reply!

Similar blogs